حذرت شركة إيسر، ثالث أكبر مصنع أجهزة كمبيوتر شخصية PC في العالم من حيث التوريدات مؤخراً من أن شهر يوليو المقبل سيكون بمثابة وقت الاختبار الحقيقي لسلسلة التوريد التي تخدم قطاع تكنولوجيا المعلومات، بالنظر إلى ما ترتب على زلزال وتسونامي اليابان الذي وقع في شهر مارس الماضي.
وقال جيم وونج رئيس الشركة التايوانية إيسر إن تأثير الكارثة بدا محدوداً بسبب أن المصنعين والموردين، تمكنوا من الاستفادة من الأرصدة القائمة في سلسلة التوريد.
وذكر وونج أن الأشهر من مارس إلى مايو كانت كالعادة موسماً تتباطأ فيه صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ما يعني أن سلسلة التوريد لم تبلغ بعد حد الأزمة. وأضاف أنه في شهر يوليو المقبل ستكون صناعة المعلوماتية معتمدة فعلاً على إنتاج المصانع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
تأتي ملاحظات وونج فيما تستمر جهود التعافي في اليابان عقب توقف توريد بعض المكونات الفنية مثل راتنج بي تي المستعمل في رقائق الهواتف.
واستأنفت سوني مؤخراً الإنتاج في آخر مصنع من مصانعها العشرة التي أتلفها الزلزال، غير أنها صرحت باحتمال إخضاع بعض تلك المصانع للإيقاف الجزئي. وعلى الرغم من ذلك يستشعر معظم المحللين والتنفيذيين أن أضرار الكارثة أقل كثيراً مما كان متخوفاً منه من قبل. وقال وونج إن جزءاً كبيراً من المشكلة التي تواجه أنواع أجهزة الكمبيوتر الشخصية مثل إيسر المعتمدة على سلسلة توريد معقدة تشمل مئات الموردين والمصنعين، تكمن في الافتقار إلى الشفافية ما يعني عدم معرفة ما يحدث في كل حلقة من حلقات سلسلة التوريد.
وقال وونج: “نتحدث إلى شركات التصنيع التي نتعامل معها بشكل مباشر وهي حتى الآن ترى أن الأمور على ما يرام، وتلك الشركات تسأل بدورها مورديها المباشرين والإجابة أيضاً على ما يرام. ولكن .. لا أحد يعلم ما إن كان من المنتظر أن تحدث مشكلة لدى مورد النسق الثالث أو الرابع وهكذا”.
ويعني ذلك أنه في غير مقدور إيسر أن تفعل أي شيء استعداداً لما قد يبدر من مشاكل محتملة لاحقاً.
يكمن أحد أسباب هذا التعتيم في مسائل السرية التي تحيط بالموردين شديدي التخصص.
وهناك سبب آخر يخص اليابان تحديداً وهو طبع اليابانيين المتحفظ، بحسب وونج. وقال: “اليابانيون يبذلون دائماً قصارى جهدهم لحل المشاكل ويخبرونك بالتالي بأنهم يحلونها وبعدم وجود مشاكل حتى الآن. ولكن قد يكون هناك مشكلة ما في نهاية المطاف قد يتحفظون ولو مؤقتاً على إفشائها”.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز